فصل: صوم يومي الاثنين والخميس:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فقه السنة



.صيام التطوع:

رغّب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام هذه الايام الاتية:

.صيام ستة أيام من شوال: روى الجماعة - إلا البخاري والنسائي - عن أبي أيوب الانصاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر».


وعند أحمد: أنها تؤدى متتابعة وغير متتابعه، ولا فضل لأحدهما على الآخر.
وعند الحنفية، والشافعية، الأفضل صومها متتابعة، عقب العيد.

.صوم عشر ذي الحجة وتأكيد يوم عرفة لغير الحاج:

1- عن أبي قتادة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوم يوم عرفة، يكفر سنتين، ماضية، ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية» رواه الجماعة إلا البخاري، والترمذي.
2- عن حفصة قال: أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صيام عاشوراء والعشر، وثلاثة أيام من كل شهر، والركعتين قبل الغداة» رواه أحمد، والنسائي.
3- عن عقبة بن عامر قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يوم عرفة، ويوم النحر، وأيام التشريق، عيدنا - أهل الإسلام - وهي أيام أكل وشرب». رواه الخمسة، إلا ابن ماجه. وصححه الترمذي.
4- عن أبي هريرة قال: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات» رواه أحمد وأبو داود والنسائي، وابن ماجه.
قال الترمذي، قد استحب أهل العلم، صيام يوم عرفة إلا بعرفة.
5- عن أم الفضل: أنهم شكوا في صوم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه بلبن، فشرب، وهو يخطب الناس بعرفة. متفق عليه.

.صيام المحرم وتأكيد صوم عاشوراء ويوما قبلها، ويوما بعدها:

1- عن أبي هريرة قال، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: «الصلاة في جوف الليل» قيل: ثم أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: «شهر الله الذي تدعونه المحرم» رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود.
2- عن معاوية بن أبي سفيان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء صام، ومن شاء فليفطر» متفق عليه.
3- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يوم عاشوراء يوما تصومه قريش، في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه، وأمر الناس بصيامه. فلما فرض رمضان قال: «من شاء صامه ومن شاء تركه». متفق عليه.
4- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: «ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نجى الله فيه موسى وبني السرائيل من عدوهم، فصامه موسى فقال صلى الله عليه وسلم: أنا أحق بموسى منكم» فصامه، وأمر بصيامه. متفق عليه.
5- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان يوم عاشوراء، تعظمه اليهود، وتتخذه عيدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوموه أنتم» متفق عليه.
6- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى..فقال: «إذا كان العام المقبل - إن شاء الله - صمنا اليوم التاسع»، قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه مسلم، وأبو داود.
وفي لفظ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لاصومن التاسع» يعني مع يوم عاشوراء رواه أحمد ومسلم.
وقد ذكر العلماء: أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب: المرتبة الأولى: صوم ثلاثة أيام: التاسع، والعاشر، والحادي عشر.
المرتبة الثانية: صوم التاسع، والعاشر.
المرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده.

.التوسعة يوم عاشوراء:

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من وسع على نفسه، وأهله يوم عاشوراء، وسع الله عليه سائر سنته» رواه البيهقي في الشعب، وابن عبد البر.
وللحديث طرق أخرى، كلها ضعيفة.
ولكن إذا ضم بعضها إلى بعض، ازدادت قوة: كما قال السخاوي.

.صيام أكثر شعبان:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شعبان.
قالت عائشة: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط، إلا شهر رمضان، وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان. رواه البخاري، ومسلم.
وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الاعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم» رواه أبو داود، والنسائي وصححه ابن خزيمة.
وتخصيص صوم يوم النصف منه ظنا أن له فضيلة على غيره، مما لم يأت به دليل صحيح.

.صوم الأشهر الحرم:

الاشهر الحرم ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب ويستحب الاكثار من الصيام فيها.
فعن رجل من باهلة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله أنا الرجل الذي جئتك عام الأول، فقال: فما غيرك، وقد كنت حسن الهيئة؟ قال: ما أكلت طعاما إلا بليل منذ فارقتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم عذبت نفسك؟ ثم قال: صم شهر الصبر، ويوما من كل شهر. قال: زدني، فإن بي قوة. قال: صم يومين. قال: زدني. قال: صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك. صم من الحرم واترك» وقال بأصابعه الثلاثة، فضمها، ثم أرسلها رواه أحمد، وأبو داود، وابن ماجه والبيهقي، بسند جيد.
وصيام رجب، ليس له فضل زائد على غيره من الشهور، إلا أنه من الاشهر الحرم.
ولم يرد في السنة الصحيحة: أن للصيام فيه فضيلة بخصوصه، وأن ما جاء في ذلك مما لا ينتهض للاحتجاج به.
قال ابن حجر: لم يرد في فضله، ولا في صيامه، ولا في صيام شيء منه معين، ولا في قيام ليلة مخصوصة منه، حديث صحيح يصلح للحجة.

.صوم يومي الاثنين والخميس:

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين، والخميس، فقيل له فقال: «إن الاعمال تعرض كل اثنين وخميس، فيغفر الله لكل مسلم، أو لكل مؤمن، إلا المتهاجرين، فيقول: أخرهما» رواه أحمد، بسند صحيح.
وفي صحيح مسلم: أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين؟ فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، وأنزل علي فيه» أي نزل الوحي علي فيه.

.صيام ثلاثة أيام من كل شهر:

قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصوم من الشهر ثلاثة أيام، البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة وقال: هي «كصوم الدهر» رواه النسائي، وصححه ابن حبان.
وجاء عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان يصوم من الشهر، السبت والأحد، والاثنين، ومن الشهر الاخر، الثلاثاء، والأربعاء، والخميس، وأنه كان يصوم من غرة كل هلال، ثلاثة أيام، وأنه كان يصوم الخميس، من أول الشهر، والاثنين الذي يليه، والاثنين الذي يليه.

.صيام يوم وفطر يوم:

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو قال، قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أخبرت أنك تقوم الليل وتصوم النهار قال: قلت: يا رسول الله نعم، قال: فصم، وافطر، وصل، ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام قال: فشددت فشدد علي قال: فقلت، يا رسول الله إني أجده قوة قال: فصم من كل جمعة ثلاثة أيام قال فشددت فشدد علي قال فقلت: يا رسول الله إني أجد قوة قال: صم صوم نبي الله داود، ولا تزد عليه قلت: يا رسول الله وما كان صيام داود عليه الصلاة والسلام؟ قال: كان يصوم يوما، ويفطر يوما» رواه أحمد، وغيره.
وروى أيضا عن عبد الله بن عمرو وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب الصيام إلى الله صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود، كان ينام نصفه، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما، ويفطر يوما».

.جواز فطر الصائم المتطوع:

1- عن أم هانئ رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الفتح، فأتي بشراب، فشرب، ثم ناولني، فقلت: إني صائمة فقال: «إن المتطوع أمير على نفسه، فإن شئت فصومي، وإن شئت فأفطري» رواه أحمد والدارقطني، والبيهقي ورواه الحاكم وقال صحيح الاسناد ولفظه: «الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام، وإن شاء أفطر».
وعن أبي جحيفة قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم، بين سلمان، وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء، ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاما، فقال: كل فإني صائم، فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل، وذهب أبو الدرداء يقوم قال: نم، فنام، ثم ذهب فقال: نم، فلما كان في آخر الليل، قال: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولاهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق سلمان» رواه البخاري، والترمذي.
3- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما، فأتاني هو وأصحابه، فلما وضع الطعام، قال رجل من القوم: إني صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعاكم أخوكم وتكلف لكم» ثم قال: «أفطر، وصم يوما مكانه، إن شئت» رواه البيهقي بإسناد حسن، كما قال الحافظ.
وقد ذهب أكثر أهل العلم إلى جواز الفطر، لمن صام متطوعا، واسحبوا له قضاء ذلك اليوم، استدلالا بهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة.

.آداب الصيام:

يستحب للصائم أن يراعي في صيامه الاداب الاتية:

.1- السحور:

وقد أجمعت الأمة على استحبابه، وأنه لا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تسحروا فإن في السحور بركة» رواه البخاري، ومسلم.
وعن المقدام بن معد يكرب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بهذا السحور، فإنه هو الغذاء المبارك» رواه النسائي، بسند جيد.
وسبب البركة: أنه يقوي الصائم، وينشطه، ويهون عليه الصيام.
بم يتحقق: ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله، ولو بجرعة ماء.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «السحور بركة، فلا تدعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء، فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين» رواه أحمد.

.وقته:

وقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والمستحب تأخيره.
فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما:؟ قال: خمسين آية» رواه البخاري، ومسلم.
وعن عمرو بن ميمون قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطارا وأبطأهم سحورا رواه البيهقي بسند صحيح.
وعن أبي ذر الغفاري رضي الله مرفوعا: «لا تزال أمتي بخير، ما عجلوا الفطر، وأخروا السحور» وفي سنده سليمان بن أبي عثمان، وهو مجهول.